أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

عشنا خلال الفترة الماضية نقاشات حادة وقوية حول النظام الرئاسي، لكن في الحقيقة لم يستطع المدافعون عن النظام الرئاسي تقديم شرح كافٍ لوجهة نظرهم لإقناعنا بها، وفي المقابل المعارضون لفكرة النظام الرئاسي لم ينتقدوه سوى لأنّ اردوغان هو من يريد الانتقال إليه.

وحاليا، لم يخرج موضوع النظام الرئاسي عن أجندة الأحزاب السياسية، لكنه في نفس الوقت، لم يحتل مكانة متقدمة في حملات الأحزاب الانتخابية، على عكس ما كان متوقع، وأصبح اردوغان في بعض خطاباته يتناول الحديث عن النظار الرئاسي، وبعض الأحيان تأتي ردود من المعارضة، وأحيان كثيرة لا نسمع لهم همسا.

أما بالنسبة لرئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، فلا يتحدث خلال مهرجاناته الانتخابية عن النظام الرئاسي سوى بجزء يسير، ولم نرى إصرار داود أوغلو أو المتحدثين باسم العدالة والتنمية على الانتقال للنظام الرئاسي، فلم نسمعهم يقولون "سننتقل إلى النظام الرئاسي"، ولم يظهروا إصرارهم وثباتهم على ذلك.

أيضا كان يُنتظر أنْ يكون موضوع الدستور الجديد، من المواضيع الهامة التي ستشغل القائمين على الحملات الانتخابية، لكن هذا لم يحصل أيضا، فكل زعماء الأحزاب لم يتحدثوا عن موضوع دستور جديد، وإنما اكتفوا بالحديث عن الديمقراطية، أو يتحدثون بتفاصيل قليلة جدا عن الدستور، لدرجة أنه لا يكون لها أي انعكاس على الرأي العام أو على رأي الأحزاب المقابلة لهم.

وعدم احتلال موضوع النظام الرئاسي لمكانة متقدمة على جدول اهتمامات حملات الأحزاب الانتخابية، يمكن أنْ يدل على أنّ حزب العدالة والتنمية ليس مصرّا على الانتقال للنظام الرئاسي بصورة كبيرة. ومعنى ذلك التالي: إذا لم يحصل حزب العدالة والتنمية على أغلبية كافية (367 مقعد) تمكنه من تغيير الدستور لوحده، فإنه لن يُصرّ على موضوع النظام الرئاسي.

والكل يعلم أنّ حصول حزب العدالة والتنمية على 367 مقعد أو يزيد، مرتبطٌ بصورة مباشرة بعدم تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، حيث إذا لم يتجاوز نسبة الحسم، فإنّ كل المقاعد التي كان سيحصل عليها، سيتم نقلها إلى حزب العدالة والتنمية كونه صاحب الأغلبية.

لكن في المقابل، ما زال حزب الشعوب الديمقراطي يكرر حديثه عن معارضته الشديدة للنظام الرئاسي، شأنه شأن باقي أحزاب المعارضة، وهذه الأحاديث والبيانات التي يتم الإعلان عنها من قبل أحزاب المعارضة، والتي يظهرون فيها وقوفهم في وجه النظام الرئاسي، هدفها ليس انتقاده لقصوره مثلا، وإنما سبب معارضتهم تكمن في وقوفهم في وجه أي شيء يريد اردوغان تحقيقه. ودليل ذلك أنّ عبد الله أوجلان نفسه لا يعارض النظام الرئاسي.

تلاشى تقريبا الحديث عن النظام الرئاسي، ولن يعود اهتمام الأحزاب مجددا لموضوع النظام الرئاسي سوى في اليوم التالي لانتخابات 7 حزيران، في حال فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة تمكنه من تغيير الدستور.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس