إتيان مهجوبيان - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

ما يزال حزب العدالة والتنمية مُسيطرا على الأوضاع، فرغم كل ما يفعلونه من أمور مقبولة وغير مقبولة إلا أنهم لم يُقلّصوا من قوته الانتخابية. ففي أسوء الأحول يستطيع الحزب جمع 44%كحد أدنا من الأصوات في الداخل والخارج. وهذا يعني حقبة جديدة في المجلس البرلماني بقيادة حزب العدالة والتنمية.

 نسمعهم في الايام الأخيرة يتكلمون عن تغيير السياسة الانتخابية. يعتقدون أنهم بتغييرها يستطيعون السيطرة على الوضع بشكل أفضل مما عليه الآن. لكن الحقيقة كما أظهرتها دراسة لجامعة صبانجي بنتائج تؤكد ما يعتقده حزب العدالة والتنمية وهو أن النسب الانتخابية لن تتغير بشكل كبير وسيبقى حزب العدالة والتنمية هو المسيطر، لكن قد يكون الأكراد مستفيدين من النظام الجديد. على كل حال فإن حزب العدالة والتنمية يدعوا الى تبني النظام الجديد في الانتخابات؛ لأنه يؤمن بأن النظام الجديد سيُتيح للأحزاب الصغيرة حق التواجد في البرلمان، وبذلك يكون حق التعددية محفوظ بشكل أفضل.

يعتقد حزب الشعوب الديمقراطية بانه إذا أراد الظهور بالشكل المناسب فإن له خياران واستراتيجيتان، أولهما خيار تغيير السياسة الانتخابية وله مؤيدين في الحزب، أما الاستراتيجية الثانية وهي التي يتبناها حاليا وذلك بالتحالف مع الأحزاب الأخرى بهدف إسقاط أردوغان وحزبه. يتحالف حزب الشعوب الديمقراطية مع الأحزاب الأخرى من أجل أن يُمرروا له كمية من الأصوات تضمن له تجاوز الحد الانتخابي وبالتالي التواجد في المجلس البرلماني. في نفس السياق فإنه يقوم بتصرفات غير قانونية عندما نرى التهديد الصريح بالسلاح لتكتلات كردية لإجبارهم على التصويت له، كذلك نرى تلاعب وتحايل دميرتاش في محاولة منه للحصول على أصوات أكثر من الأتراك المنتخبين خارج البلاد.

أما الخطاب الإعلامي لحزب الشعوب الديمقراطية فهو متهور لأبعد الحدود أذ يبدوا أنهم لم يحسبوا حسابات جزء الكأس الفارغ، ففي خطابهم الإعلامي يُظهرون عدائهم لحزب العدالة والتنمية بكل وضوح عندما قالوا بأنهم لن يجعلوا اردوغان رئيسا للجمهورية. فحساباتهم السياسية لم تشمل احتمالات سلبية، مثلا لو أنهم لم يتعدوا الحد الانتخابي فماذا سيكون موقفهم؟؟؟. أو لو أنهم تعدوا ولكن التحالف الذي كونوه لم يكن قادرا على السيطرة التامة؟ أو حتى لو تحالف حزب العدالة والتنمية مع الحزب القومي ويسيطرون على البرلمان؟.

لو تمسك حزب الشعوب الديمقراطية بأهدافه، فأنه سيضع حل تغيير السياسة الانتخابية على الرف، وبهذا فإن حقوق الأكراد مثل اللغة الكردية وغيرها من مطالبهن الشرعية ستتأخر بضع سنوات أخر، وعندها لن يلوم أحد حزب العدالة والتنمية. في المقابل فإن الأصوات الداعية لعدم قبول حل تغيير السياسة الانتخابية في حزب العدالة والتنمية سيزيد وقد يؤدي الى تقاعس الحزب تغيير القانون الإنتخابي.

لو فكر حزب الشعوب الديمقراطية بعدها بالعصيان المدني أو حتى محاولة فرض السيطرة بقوة السلاح، عندها يكون الحزب قد أخطئ في فهم الشعب الكردي، فينتج عنه اكتساح لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي تتبع هذه الأحداث لو حصلت. لكن الكلام، هل حزب لعدالة والتنمية يُفكر بهذه الطريقة؟ أم لا، لا أحد يعلم.

نعم هذي هي فطحلة وعبقرية حزب الشعوب الديمقراطية!!! يفكرون في تعدي الحد الانتخابي، ومعاداة حزب العدالة والتنمية، ويرفضون أي تعاون معه، ولهذا فإن فكرة تغيير السياسة الانتخابية ستُنسى. وسنرى بعدها الى متى سيتحمّل الشعب الكردي هذه السياسات العبقرية؟؟؟

عن الكاتب

إتيان مهتشوبيان

عضو لجنة الحكماء وكاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس