تقرير خاص بترك برس - الجامعة الإسلامية - غزة

يلمس منتسب الجامعة الإسلامية بغزة -فلسطين موظف أو طالب، وكذلك زوارها البصمات الواضحة للجمهورية التركية: رئيساً، وحكومة، ومؤسسات، وشعباً، التي تعد شهادة حية على العطاء التركي النبيل والسخي لفلسطين عامة، والجامعة الإسلامية خاصة، مما أثمر جسراً حيوياً ومتيناً سارت عليه بخطى واثقة الكثير من شواهد التعاون المشترك المثمرة على صعيد : المشاريع النوعية، وبرامج التبادل الأكاديمي، ، والمنح والمساعدات الطلابية، والزيارات.

مشاريع تركية نوعية

وبخصوص المشاريع النوعية التي تنفذ في الجامعة الإسلامية، ويعول عليها دور كبير في خدمة عملية التنمية المجتمعية المستدامة، يظهر مشروعان رئيسان، وهما: مشفى الصداقة التركي الفلسطيني، ومشروع إرادة.

ويقام المشفى بدعم من الحكومة التركية، وإشراف وتنفيذ مؤسسة التنمية والتعاون التركية "تيكا"، وهو يتسع لـ (180) سريراً، وشيد في المدينة الطبية التي تعتزم الجامعة الإسلامية إقامتها فوق الأراضي المحررة من الاستيطان شمال مدينة الزهراء.

وقد اكد الدكتور نصر الدين المزيني – رئيس مجلس الأمناء عن التقدير الكبير من الجامعة الإسلامية وسكان قطاع غزة والشعب الفلسطيني عامة للدور التركي الكبير في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني مشيراً أن مشروع المستشفى الجامعي الذي تم تشييده بتمويل تركي كامل هو تعبير حي عن حجم هذا الدعم التركي الكبير لفلسطين ولشعب فلسطين وقال الدكتور المزيني إن تكلفة تشييد هذا المشروع بلغت حوالي خمسة وثلاثين مليون دولار منوها إلى أن ذلك لا يشمل تكاليف التجهيزات الطبية والتأثيث حيث تجري الاستعدادات للبدء بعملية التجهيز من خلال مؤسسة تيكا التركية.

وقال رئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث إن هذا المشروع جاء بدعم كريم من فخامة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والحكومة التركية مؤكداً أن هذا المشروع سيكون له أثره الكبير في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية في قطاع غزة والتخفيف من معاناة سكان القطاع تحت الحصار المتواصل.

وبخصوص مشروع "إرادة" لتأهيل وتدريب معاقي الحرب على غزة، فهو ينفذ بدعم كريم من فخامة السيد رجب طيب أردوغان، وتمويل مؤسسة "تيكا" التركية.

ويشمل التدريب الحرفي للمشروع: أعمال الفخار والسيراميك، والحفر على الخشب والديكورات اليدوية باستخدام الحاسوب، وتصنيع الأثاث، وتنجيد الأثاث، ودهانه، وتجليد الكتب، وتضم الدورات الأكاديمية المختصة: دبلوماً مهنياً في إدارة منظمات المجتمع المدني، والدعم النفسي والإرشاد، والعلوم المالية والمصرفية، أما برامج نظم المعلومات فتضم: صيانة الحاسوب والجوال والأجهزة الذكية، وشبكات الحاسوب والتصميم الإبداعي.

ويعتبر مشروع إرادة الذي جاء بتمويل تركي كامل وبتوجيهات مباشرة من فخامة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المشروع الأكبر الموجه لشريحة ذوي الإعاقة حيث وفر هذا المشروع فرصة التأهيل المهني لأربعمائة من مصابي الحرب الذين أصيبوا بإعاقات بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وذلك في مبنى إرادة الذي تم تشييده بدعم تركي.

كذلك وفر المشروع خمسة حافلات مخصصة لذوي الإعاقة لنقل المنتسبين يومياً إلى المشروع ومن ثم إلى بيوتهم.

وضمن هذا المشروع المميز تم توفير فرصة التشغيل لمدة عام لخريجي هذا المشروع الذين فتحوا ورشاً ومشاغل خاصة بهم أو عملوا لدى غيرهم بعد الحصول على التأهيل المناسب وأصبح بإمكانهم المساهمة في إعالة أنفسهم وأهلهم.

وقد شهدت غزة يوماً مميزاً في مراسم حفل التخريج المخصص لهؤلاء الشباب والشابات في أجواء من الفرح الغامر لهم ولأسرهم بالرغم من إعاقتهم حيث تزين المسرح بصورة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وهتف الخريجون والخريجات الذين اعتلوا المنصة على كراسيهم المتحركة لتركيا ولشعبها العظيم ولفخامة الرئيس رجب إردوغان.

مختبرات وبرامج أكاديمية

وتنوعت المشاريع التركية في الجامعة الإٍسلامية فقد افتتحت الجامعة عدداً من المختبرات العلمية في تخصصات متعددة وصالة رياضية للطالبات وأخرى للطلاب بتمويل من مؤسسة "تيكا"، إلى جانب عدد من مختبرات الحاسوب بكلية الهندسة بتمويل من مؤسسة حقوق الإنسان والعون الإنساني التركية في فلسطين "IHH" التي امتد عطاؤها ليشمل دعم الدورات التدريبية والمعارض والاحتفالات التي يستفيد منها الطلبة في أنشطتهم اللامنهجية.

وشهدت الجامعة افتتاح مختبر تدريس وتدريب علاج طبيعي في كلية العلوم الصحية جرى تجهيزه بتمويل من مؤسسة تيكا وتنفيذ أطباء حول العالم- تركيا.

وبخصوص برامج التعاون الأكاديمي يظهر برنامج "مولانا التركي" للتبادل الأكاديمي، وهو مدعوم من وزارة التعليم العالي في تركيا، ويشجع على التبادل العلمي بين أساتذة الجامعات التركية وأساتذة وطلبة من الدول الأخرى.

الدكتوراة الفخرية لأردوغان

وسعدت الجامعة الإسلامية بمنح درجة الدكتوراة الفخرية لفخامة السيد رجب طيب أردوغان- رئيس الجمهورية التركية؛ تقديراً لجهوده الكبيرة والمتواصلة في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، الذي عقب على منحه الدرجة قائلاً: "الشهادة التي منحتها الجامعة الإسلامية بغزة لها معنى آخر يميزها عن الشهادات الأخرى".

المنح والمساعدات الطلابية

يد تركيا البيضاء مسحت بلطف على رأس طلبة الجامعة الإسلامية، إذ قدمت الحكومة التركية بتوجيهات من فخامة الرئيس أردوغان منحاً ومساعدات للآلاف من طلبة الجامعة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات؛ مما أسهم في استمرار الطلبة في مسيرتهم التعليمية بالرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة للحصار من جانب، وتعرضه لاعتداءات ثلاث من جانب الاحتلال الإسرائيلي في غضون ست سنوات، تمكن هؤلاء الطلبة من الحصول على الشهادات الجامعية؛ ليسهموا في بناء المجتمع، وإعالة أسرهم.

وإن غيب القدر طالب الطب التركي فرقان دوقان الذي قضى على ظهر سفينة مرمرة، إلا أن محبيه في كلية الطب بالجامعة الإسلامية يحتفظون بذكرى خالدة له تحملها "منحة فرقان دوقان" التي قدمت من خلال مؤسسة الفاخورة واستفاد منها طلبة يدرسون في كلية الطب في الجامعة الإسلامية.

وفتحت الجامعات التركية ذراعيها لأكاديميين من الجامعة وخريجين لإكمال دراستهم العليا في تخصصات متنوعة جاءت في إطار منح دراسية قدمتها الحكومة التركية تقديراً للإنسان الفلسطيني؛ باعتبار أن الموارد البشرية هي أثمن موارد فلسطين.

في رحاب الجامعة الإسلامية

وحلت الكثير من الشخصيات التركية رفيعة المستوى ضيفة على الجامعة الإسلامية؛ فقد أبدى البروفيسور محمد قورماز - رئيس الشئون الدينية التركية، ترحيب بلاده بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، وأكد على استعدادها لتقديم كل ما تطلبه الجامعة من مساعدات معرفية وعلمية.

وقال سعادة السيد سردار تشام –الرئيس التنفيذي لمؤسسة تيكا التركية، في نهاية زيارة للجامعة الإسلامية:" "ظننت نفسي للحظة خريجاً من هذه الجامعة العريقة وتأكدت بالفعل أن الظروف العصيبة التي تمر بها الأمم كفيلة أن تعزز إرادتها وتصقل تجاربها وتسمو بأدائها".

وأكد سعادة السفير مصطفى سارنك –سفير الجمهورية التركية لدى فلسطين -على تضامن تركيا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، وشدد على الاحترام الذي تحظى به الجامعة الإسلامية في تركيا.

وقال الدكتور محمد علي يكتاساتش- نائب رئيس هيئة التعليم العالي التركية: " لقد رأينا في الجامعة الإسلامية بغزة قوة إرادة الإنسان وكيف تكون هذه الإرادة قوية بالعمل المثمر".

وأشاد السيد أنور أربا- مسئول ملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وكالة التنسيق والتعاون التركية" بجدية الجامعة الإسلامية في العمل، وأكد أن "تيكا" تعتز بالتعاون المشترك مع مؤسسة أكاديمية نموذجية مثلها.

وأثنى السيد محمد كايا –مدير عام مؤسسة حقوق الإنسان والعون الإنساني التركية"  "IHH في فلسطين على الجامعة الإسلامية بقوله" :الجامعة الإسلامية على مستوى عال من الترتيب والنظام والنظافة...نعمل على تقديم الدعم اللازم لأداء هذه الرسالة وسنكمل إن شاء الله يداً بيد ما التزامنا به".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!