طه داغلي - صحيفة خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد ظهور النتائج البرلمانية رأينا فرحة عارمة تجتاح الصف السياسي في كل من أمريكا وانجلترا وألمانيا وإسرائيل وعبّروا عن ذلك بعبارات تهاجم اردوغان، هل اردوغان دخل الانتخابات ثم فشل ل ان يصبح رئيسا للوزراء؟؟؟

هم يكرهونه لأن في زمانه أصبحت تركيا حرة من قيود الدول الغربية. يكرهونه لأنه سدد ديون تركيا في البنك الدولي. يكرهونه لأنه خفّض الفوائد وبالتالي قلت نسبة الأرباح للوبي المستفيد منها. يكرهونه لأنه قاد تركيا القديمة لتركيا متطورة وعصرية متحضرة. والسؤال هنا هو كيف أصبحت تركيا دولة مستقلة عن إرادة الغرب؟ وكيف أصبحت دولة متطورة؟

1-بدأت تركيا تاريخ جديد وصفحة جديدة بعد رد أردوغان "دقيقة واحدة" على إسرائيل في دافوس.

2-بعد عام من ذلك تم تعيين هكّان فدان على رأس جهاز الاستخبارات التركي والذي أصبح بدوره أكبر اسم تكرهه إسرائيل، ثم تبعه افشال فدان لمحاولة انقلاب التنظيم الموازي في عملية كبيرة على اردوغان وحزب العدالة والتنمية.

لماذا هم منزعجون منه؟

لأن إسرائيل كانت تعتبر جهاز المخابرات التركية حديقتها الخلفية، فلو تذكرنا علاقة المخابرات التركية بالموساد الإسرائيلي وبالذات في التسعينات من القرن الماضي لعلمنا مدى حميمية العلاقة التي كانت بينهم ومقدار الخسارة التي خسرتها إسرائيل. ففي فترة التسعينات اشتهرت العمليات المشتركة بين الجهازين. وكذلك لأن عملاء الموساد الإسرائيلي لم يعد يملكون الميزات والصلاحيات التي كانوا يتمتعون بها في تركيا. ففي تسعينيات القرن الماضي كانت تركيا ساحة حرة لعملاء الموساد، فقد كان العملاء يدخلون ويخرجون دون سؤال ولا تفتيش، وكان بإمكانهم أن يقوموا بأعمال التجسس كما يحلوا لهم فلم يكن هنالك أي عراقيل او موانع تحول دون ذلك. فكما ترون فإن كل هذه الميّزات التي تحلى بها الموساد أصبحت خبرا بعد عين في زمن اردوغان.

3-لم يتوقف الامر على العلاقات الاستخبارية بل كان للاقتصاد نصيب كبير في ذلك. فحملات البحث التي تقوم بها إسرائيل اسفرت عن اكتشاف حقول غاز طبيعي تحت سطح البحر الأبيض المتوسط وأرادت إسرائيل ان تنفرد به لكن وقف اردوغان باسم تركيا ليمنع ذلك وليؤكد على ان لتركيا نصيب من هذه الحقول.

4-في الحدود الجنوبية لإسرائيل وبعد حصول الانقلاب على مرسي كانت تركيا الاسم الوحيد الذي وقف مع مرسي ضد الانقلاب الذي كان بأوامر وتخطيط إسرائيل مع أمريكا لإسقاط الإخوان المسلمين الذين لم ترضى عنهم الدول الغربية.

5-بسب مشروع نقل الغاز الذي فازت تركيا بامتيازاته إثر توقيع الاتفاقيات مع أذربيجان والذي كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ تركيا.

6-توقيع اتفاقيات النفط مع حكومة شمال العراق والذي كان من اهم مشاريع تركيا الاقتصادية في المنطقة.

كانت هذه اهم أسباب عداء رأس مالية الدول الغربية لتركيا بشكل عام ولأردوغان بشكل خاص. فأحداث حديقة الغازي ومحاولات الانقلاب المختلفة كانت لأن الغرب لا يريد لمثل هذا النّد السياسي والاقتصادي في المنطقة.

ولهذا نرى الفرحة العرمة التي ينتشي بها كل من واشنطن ولندن وتل أبيب وبرلين، فعندما حصل حزب لعدالة والتنمية على نسبة 41% لن يستطيع تشكيل حكومة لوحده ولن يستطيع ان يعدّل القانون من اجل تحويل النظام الرئاسي، وبالتالي فإن سيطرة حزب العدالة والتنمية وأردوغان ستكون محدودة.

وأقول للذين يحتفلن مع أمريكا وانجلترا وألمانيا وإسرائيل، اليست احتفالاتكم مشبوهة؟؟؟

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس