كتبه: بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

نراع الصراع الدامي في كل من العراق وسوريا ونرى ان اللاعب الأساسي في كلا البلدين هو تنظيم الدولة الإسلامية، ونرى الصراع كذلك بين الأطراف الأخرى مثل البشمرغة والمليشيا الشيعية في العراق. في سوريا الوضع من نس اللون، فالأكراد والمعرضة ونظام الأسد مع تنظيم الدولة كلهم يقاتلون بعضهم البعض. طبعا لا يتوقف المشهد عند هذا الحد بل نرى طيران التحالف الدولي يقصف بشكل مستمر مناطق تنظيم الدولة ويحاول في نفس الوقت تسليم المناطق التي ينظفها الى أطراف متوافقة معه ليزيد بذلك الاحتقان والاستقطاب بين الاطراف الداخلية.

استراتيجيات التحالف الدولي سواء بقصف الطائرات او غيرها اثبتت فشلها فكل ما حققته هو استعادة بعض المناطق التي بدوره قام التنظيم بأخذ أخرى مكانها. وفي نفس السياق نرى ان قصف هذا التحاف لا يكون فقط على نقاط عسكرية للتنظيم انما يشمل القصف كل المناطق بما في ذلك المدنيين الذين يسقطون يوميا ليثبتوا بذلك فشل حملتهم الجوية على التنظيم ويزيدوا من تعاطف الناس معه.

كل أطراف الساحة وعناصرها من اكراد الى شيعة وميليشياتهم واليزيدين والسنة الوسطيين والجيوش المركزية والمليشيات المتفرقة والتحالف الدولي يحاربون مع بعضهم البعض، وضد بعضهم البعض في نفس الوقت.

من المستفيد من أفعال تنظيم الدولة الإسلامية؟

الى الآن لا نعلم هل بغداد ودمشق تحارب التنظيم حقا ام ماذا؟ المتابع لما يحدث يصيبه كل أنواع الشك والريبة من نتائج المعارك بين التنظيم والجيوش للعاصمتين، فكل أنواع الهروب والانسحاب يكون خيارا مطروحا على الطاولة عند الالتحام مع تنظيم الدولة، الأمر الذي يجلنا نفكر "هل هم حقا يحاربون التنظيم؟ ام انها سياسات الغرب وامريكا في معركة لي الذراع لتحقيق اهداف معينة لهم؟" الذي يستطيع إعطاء أجوبة حقيقية لهذه الأسئلة هم جيشي بغداد ودمشق.

مع كل هذا قد تخطر في بالنا أفكار مثل ان المستفيد من كل هذا قد يكون روسيا، فكما تعلمون بأن تنظيم الدولة لم يحارب ولم يعلن روسيا عدوا له، كذلك لو راينا المقاتلين المتدفقين الى التنظيم لرأينا ان معظمهم من الغرب ولم نرى أي قادم من روسيا، ولو نظرنا للموضوع من طرف اخر لرئينا التوتر الكبير بين روسيا والدول الغربية بسبب اكرانيا وسريا وقبرص وغيرها الكثير. لكن رغم كل هذا لن نستبعد ان نرى في المستقبل القريب او البعيد دخول روسيا ضمن دائرة عمليات تنظيم الدولة.

تركيا تحت الضغط

في خضم كل هذه الإضرابات نسمع الكثير ممن يرددون بان تركيا تدعم تنظيم الدولة وتسانده لوجستيا وعسكريا، ويطلبون لذلك معادة روسيا لتركيا وحصار غربي امريكي. وفي صورة أخرى نرى ان التنظيم قد وصل الى الحدود الجنوبية وان وقت الاشتباك معه قد يكون قريبا وبالتالي نسمع مطالبات لتركيا من اجل المشاركة بشكل رسمي في التحالف الدولي.

في حال بدأت تركيا الحرب ضد تنظيم الدولة فإن الظروف ستصبح مواتية للأسد وتكون الجهود في مصلحة مجرميه، الأمر الذي يقد يدفع روسيا للتقرّب من انقرة، مما يتركها في وسط صراع الغرب وروسيا. لهذا فأننا نرى انقرة تخطوا خطوة للأمام وأخرى للخف لأن أي توجه معلوم المعالم في هذه اللحظات له ما يُبنى علية وقد يكون الأخير قبل الانزلاق في الرمال المتحركة التي تبتلع المنطقة!

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس