بولنت أرانديتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

احتلت كلمات السياسة والاستراتيجية والتكتيك مكانة مرموقة في أذهاننا منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من حزيران/ يونيو الجاري.

السياسة: هي فن إدارة الدّولة وخدمة المواطنين.

الاستراتيجية: سلك طريق معين من أجل تشكيل الحكومة وتحقيق أهداف معينة.

التكتيك: هو تسخير عدة عوامل سياسية وصهرها مع بعضها البعض من أجل الوصول إلى هدف معين، أي بمعنى آخر هو فن الدمج بين عدد من العناصر بشكل فعّال من أجل الوصول إلى غاية معينة.

وفي هذه الأيام فإنّ هذه المفردات تستعمل بشكل كبير في الحديث عن سيناريوهات التحالفات الثلاثة التالية: تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، وهو السيناريو الأقوى. ومن ثمّ تحالف العدالة والتنمية مع حزب الشعب الجمهوري، وهو السيناريو البديل.

لقد ذكرنا أنّ تشكيل الحكومة يعد استراتيجية، إذًا دعونا نتباحث في التكتيكات التي تمارسها الأحزاب السياسية في هذا الطريق.

أولاً: بدأت تكتيكات الأحزاب حول مسألة اختيار رئيس البرلمان الجديد. فمن المحتمل أن يتضح اسم الرئيس الجديد للبرلمان خلال العشرة أيام المقبلة. ومن خلال ذلك نستطيع أن نستنتج مع من سيعقد حزب العدالة والتنمية التحالف من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.

حزب الشعب الجمهوري يعاني من صراع داخلي بالنسبة لموضوع رئيس البرلمان، فالرئيس السابق للحزب "دينيز بايكال" كان المرشح الأول لهذا المنصب. إلّا أن عددًا من المقربين من كمال كليجدار أوغلو (الرئيس الحالي لحزب الشعب الجمهوري) بدؤوا يظهرون انزعاجاً من بايكال وخاصّة عقب لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. وهذا الأمر يمكن أن يؤدّي إلى انشقاقات داخل أروقة الشعب الجمهوري.

علينا أن نفكّر في أسباب هذا الانزعاج من لقاء بايكال مع أردوغان على الرغم من أنّ اللقاء جرى بجو من الديمقراطية والشفافية. فلماذا هذا الانتقاد وعدم الارتياح داخل الحزب؟. ونتيجة لهذا الانزعاج الواضح داخل صفوف الحزب من هذا اللقاء، فقد ظهرت أسماء جديدة لمنصب رئاسة البرلمان، مثل عاكف حمزة جيبي وخلوق قوج وإينغين ألطاي.

وإذا ما أحسّ دينيز بايكال أنّ هناك من يحيك له المكائد داخل الحزب، فإنّه سوف يقوم بمحاسبة هؤلاء خلال المؤتمر العام للحزب والذي سينعقد في شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري.

وفي حال لم يستطع حزب الشعب الجمهوري دخول الحكومة الجديدة ولم ينجح في أن يكون أحد الأطراف المتحالفة، فإنّ صراع رئاسة الحزب سيبدأ على الفور.

حزب الحركة القومية: عندما نضع احتمال عقد حزب العدالة والتنمية تحالفاً مع حزب الحركة القومية، فإنّ اسم أكمل الدين إحسان أوغلو (المرشح السابق لمنصب رئاسة الجمهورية) سيكون حاضراً وبقوة لمنصب رئاسة البرلمان.

الاستراتيجية: تشكيل الحكومة.

إنّ إصرار صحيفة حرييت من أجل عقد تحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى تشجيع "كمال درويش" (وزير المالية السابق الذي تسبب في إفلاس الخزانة التركية عام 2000) على هذا التحالف، يدفع بأعضاء حزب العدالة والتنمية إلى التفكير مليّاً. من يدري فربما يضعف التحالف بين هذين الحزبين الصراع القائم بين تركيا القديمة وتركيا الجديدة.

بينما لو نظرنا إلى الأوساط المالية لرأينا أنّ معظمهم يدعمون أو يرغبون برؤية حكومة ائتلافية تجمع بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. فعلى سبيل المثال ترى كل من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد) وجمعية أسود الأناضول أن تحالف هذين الحزبين فيه من النفع الكبير للبلاد. وقد عبروا عن هذه الرغبة ببيان مكتوب.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس