ترك برس

يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة رسمية إلى اليونان اليوم الخميس 7 ديسمبر/ كانون الأول 2023 لتحسين العلاقات وخفض التوتر القائم بين البلدين، لاسيما في بحري إيجه والمتوسط.

وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان يزور أثينا تلبية لدعوة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، لحضور الاجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى.

ومن المنتظر خلال اجتماع المجلس الذي سيعقد في العاصمة اليونانية أثينا برئاسة الرئيس أردوغان ورئيس وزراء اليونان وبمشاركة الوزراء المعنيين، استعراض العلاقات التركية اليونانية على كافة الأصعدة وسبل التعاون بين البلدين.

وإلى جانب العلاقات الثنائية، من المتوقع أن يتم خلال المحادثات تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والعالمية الحالية.

كما يتضمن جدول أعمال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية القانونية للعلاقات الثنائية.

ويرى الكاتب التركي محمد محمد تشليك، في مقال بصحيفة ديلي صباح أن قادة البلدين سيبذلون مرة أخرى جهداً لاستعادة العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة خلال زيارة أردوغان لأثينا، والتي تعتبر جزءا من الجهود المبذولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. 

قال أردوغان يوم 29 نوفمبر في خطاب أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي: "كانت لدينا خلافاتنا مع جارتنا اليونان بالأمس، وسوف تكون لدينا خلافات غداً. وسيكون هناك من يسعى للاستفادة من هذه الصراعات، لكن هذه الحقيقة لا تعني أننا لا نستطيع أن نلتقي على أرضية مشتركة كدولتين متجاورتين تشتركان في نفس البحر ونفس المناخ ونفس الجغرافيا"، وأضاف: "يمكننا تطوير تعاوننا على أساس الثقة المتبادلة في العديد من المواضيع".

كذلك أعرب المسؤولون اليونانيون عن نهج إيجابي مماثل. وقال وزير الخارجية اليوناني جورج يرابتريتيس في مقابلة يوم 28 نوفمبر: "ما أواصل قوله هو أنه بغض النظر عما إذا كنا قد قمنا بحل قضايانا الأساسية المتعلقة بتفويض المناطق العسكرية، فمن المهم في حد ذاته تمديد فترة الهدوء في بحر إيجه لأطول فترة ممكنة".

وقد أعرب كل من أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن التزامهما بتعزيز مناخ إيجابي في العلاقات، كما لوحظ خلال اجتماعهما في سبتمبر في نيويورك.

الحوار أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة

ويقول تشليك إنه مع الاعتراف بأن الصراعات التاريخية لا يمكن حلها بسرعة، فمن الأهمية بمكان إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، خاصة خلال جهود بناء الثقة المتعلقة بالمسائل الأمنية والعسكرية. إن التعاون في معالجة الهجرة غير الشرعية، وهو التحدي المشترك لكلا البلدين، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لسد الفجوات وتقليل التكاليف البشرية والاجتماعية المرتبطة بهذه القضية.

وتابع المقال: إن توقعات أنقرة من أثينا واضحة: القضاء على تأثير الأطراف الثالثة في المحادثات المباشرة مع تركيا. فتبني نهج "الاتفاق على عدم الاتفاق" من شأنه أن يمهد الطريق أمام معادلة مفيدة للطرفين. والتركيز على الجوانب الإيجابية، مثل "الهدوء في بحر إيجه"، وتحسين العلاقات الثقافية، وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية، يمكن أن يعزز سيناريو مربح للجانبين لكلا البلدين.

في المشهد المعقد للعلاقات الدولية، لا تحتاج الدول إلى الاتفاق على كل الأمور. فالتقسيم والانفتاح على الحوار والتفاوض حول الخلافات يمكن أن يكشف عن آفاق جديدة للتعاون. ومن خلال التركيز على الجوانب الإيجابية، تستطيع تركيا واليونان تقليل تأثير القضايا التي أدت إلى توتر العلاقات بينهما تاريخياً.

وبعيداً عن الخلافات السياسية، وقفت الجارتان باستمرار إلى جانب بعضهما البعض في أوقات الكوارث غير السياسية والتحديات الإنسانية، مثل حرائق الغابات أو الزلازل. إن التاريخ المشترك ــ مع الأخذ في الاعتبار أن قراءات التاريخ قد تكون مثيرة للجدال اعتماداً على من يقرأها ــ وأوجه التشابه الثقافي، الواضحة في جوانب مثل الطعام والموسيقى، توفر بعداً إضافياً للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إصلاح العلاقات المتوترة.

أخيراً، بينما تدير تركيا واليونان علاقتهما المعقدة، يبقى أن النهج الإيجابي الذي يحقق المنفعة المتبادلة قد يجعلهما أقرب مما قد توحي به الجغرافيا السياسية التاريخية، مما يعود بالنفع على كلا البلدين

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!