ترك برس

رجح محلل الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، الدكتور يارون فريدمان، أن تكون الخطوة التالية في عملية درع الفرات التي تقودها تركيا في الشمال السوري فتح  ممر للإمدادات إلى الثوار المحاصرين في مدينة حلب، بعد أن يئس الثوار من الولايات المتحدة والدول الغربية، ويعلقون الآن آمالهم على تركيا في إنقاذهم.

واستند فريدمان في تحليله إلى أنه في بداية العملية أعلن الأتراك أنهم سيتوغلون بعمق 50 كيلومترا فقط داخل الأراضي السورية، ثم أعلنوا هذا الأسبوع أنهم سيتقدمون لعمق 90 كيلومترا، ومن ثم فإن الجيش السوري الحر مدعوما بالدبابات والطيران التركي سيواصل التقدم جنوبا وشرقا، وسيفتح ممرا إلى حلب المحاصرة، مشيرا إلى أن إعلان السعودية الأخير عن تأييدها لدرع الفرات كان لهذا السبب.

وتناول فريدمان في مقال موسع نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، عملية درع الفرات، وقال إن تاريخ دخول القوات التركية إلى شمال سوريا في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس لم يكن صدفة، ففي هذا اليوم عام 1516 انتصر العثمانيون على المماليك في مرج دابق في المنطقة نفسها التي دخلت منها القوات التركية قبل ثلاثة أسابيع، وسيطروا على سوريا كلها.

وأضاف فريدمان أن توقيت درع الفرات مرتبط بمحاولة الانقلاب العسكري الساقط التي عززت قوة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد منحته العملية فرصة لاستخدام الجيش بما في ذلك القوات الجوية التي بدأ منها الانقلاب، لكي يثبت ولاءه للدولة.

وأشار فريدمان إلى أن تركيا مهتمة بأن تشكل بنفسها الواقع على الأرض على طول حدودها مع سوريا قبل أن يفعل ذلك روسيا وأمريكا، مضيفا أنه تحدث الآن تغييرات كبيرة في خريطة سوريا،وأي تغيير على الأرض يمكن أن يقرر حدود سوريا خلال ال70 عاما القادمة.

ورأى المحلل الإسرائيلي أن نجاح درع الفرات، والتقدم السريع الذي حققته القوات التركية سيفتح شهية الأتراك للاستمرار والتقدم نحو الرقة عاصمة داعش، لا لكي يسبقوا الروس فقط، ولكن ليحولوا دون سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي على المدينة.

وقال فريدمان إن هناك سباقا للاستيلاء على مناطق سيطرة داعش في العراق وسوريا، ومن يستولي على هذه المناطق الشاسعة سيقرر مصيرها خلال السنوات المقبلة، ويستخدمها ورقة للمساومة في أي تسوية مستقبلية، مضيفا أن الأكراد والروس والإيرانيين وتركيا يرغبون في أن يستولوا على مدينة الرقة أولا، حيث يوجد 70% من النفط السوري في هذه المدينة.

وتوقع فريدمان أن تفضل الولايات المتحدة نقل مسؤولية القضاء على داعش في الرقة إلى تركيا، لأن الجيش التركي سيكمل هذه المهمة أسرع من الميليشيات الكردية، وإذا قدمت الولايات المتحدة المساعدة للأتراك، فإن الرئيس أوباما سيكون بمقدوره أن يقدم انجازا كبيرا في ولايته الثانية بالقضاء عل أخطر كيان إرهابي في العالم.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن عملية درع الفرات أعادت خلط الأوراق، وأن لها هدفا رئيسا هو إضعاف الأكراد، وهدفا ثانويا هو السيطرة على مناطق داعش ومساعدة الثوار في حلب. وتساءل   هل سيلتزم الأمريكيون بتعهداتهم بحماية الأكراد، وهل صار الصدام بين الجيش التركي وجيش الأسد وحلفائه أمرا لا مفر منه؟ وهل يدفع الأكراد ثمن الخرب على داعش؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!