رداد السلامي - خاص ترك برس

لم تكن تركيا ذكية بما يكفي في الشأن السوري، فقد حازت على نقاط صفرية واستهانة من قبل الحليف الأمريكي الذي أضحى حليفا للأكراد والذي يهدد وحدة تركيا ويقلق أمنها، فهو يلقي لهذا التنظيم بالأسلحة وفي نفس الوقت أوكل لروسيا مهمة تدمير المعارضة السورية المقاومة من أجل تأكيد بقاء الأسد. لا يوجد صراع حقيقي بين روسيا وأمريكا بقدر ما هي لعبة قذرة تستهدف إضعاف حلقتي القوة في المنطقة السعودية وتركيا، والدليل على ذلك أن أمريكا بعد لقاء وزير خارجيتها اليوم بوزيري خارجيتي السعودية وتركيا التقى بوزير خارجية روسيا على انفراد وتصافحا دون الإدلاء بأي تصريحات بأن الهدف الأمريكي الروسي واحد في سوريا ويتمثل في إضعاف تركيا وجعل سوريا منطلق تهديد دائم لها، كون الاتجاهات النهضوية التي حكمت مسار تركيا وصنعت قوتها إسلامية المنطلق وتاريخية الذاكرة ولها موقف واضح من ممارسات الكيان الإسرائيلي، ولهذا فإن إيران تحظى بقبول أمريكي روسي مشترك كون شعاراتها العدائية لإسرائيل لم تفعل أكثر من تقوية إسرائيل وإثارة الفوضى في المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى...

كنت أحد الصحافيين والمتابعين الباحثين القلائل الذين نبهوا تركيا إلى مسالة المبادرة بعمل عسكري من خلال الإيحاء للسفير التركي في صنعاء بذلك، لكن تركيا اعتمدت على نصية رؤية وزير خارجيتها السابق ولم تقم بما يخرج عن النص قليلا من أجل تثبيته، مع إيماني بسلامة الرؤية الاستراتيجية لأحمد داود أوغلو ..

الاحداث بقدر ما عززت من علاقات تركيا بأشقائها العرب وخصوصا السعودية فإن هذا يجعل المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية مؤثرة ملزمة استراتيجيا وأخلاقيا بحكم التحديات المشتركة التي تواجه الدولتين بأن تعزز من جهود تقوية العلاقة مع تركيا، والعمل على إضعاف إيران يستلزم وجود تحدٍ مفاجئ يخرجها من طور تيهها ليؤكد أنها أضحت هدفا عربيا إسلاميا مشتركا كونها عنصر الفوضى المدمر في المنطقة ...

كما يمكن اليوم القول وبثقة إن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تغير مسارا استراتيجيا إيرانيا برمته كان في طور تأكيد وجوده بشكل خطير ومتمكن، غيرت السعودية قواعد اللعبة واستطاعت بقيادتها الجديدة وأن تدهش العرب والمسلمين بقدرتها على فعل ما كان ميؤوسا منه، وكل الذي حدث كان يعتمد على الوعي القيادي السعودي الجديد الذي أخذ زمام المبادرة باقتدار وفق دراسة عميقة لما ينبغي أن يُفعل دون تأخر أو الغرق في مستنقع حسابات سياسية وهمية لن تأتي إلا على الجميع في نهاية المطاف...

كان الملك سلمان هو أُس القوة الأول فيما حدث وهو محرك الفعل المعاكس لطموح إيران الذي بددته عاصفة الحزم في اليمن. والأهم بالنسبة لكل من تركيا والسعودية فيما قاله الخبير السياسي التركي عبد الله جيبجي من أن زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية "عبد الرحمن بن صالح البنيان" لأنقرة تعني أن تركيا والسعودية وضعت إيران على طاولة مباحثاتها.

عن الكاتب

رداد السلامي

صحفي يمني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس