ترك برس

قال المستشار السياسي والباحث في العلاقات الدولية "علي باكير"، إنه ليس هناك أي تحوّل على صعيد ما قاله نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان كورتولموش"، فيما يتعلق بإجراء تغييرات في السياسة الخارجية التركية، واتخاذ خطوات جديدة فيما يخص سوريا والعراق وروسيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وأشار باكير في مقال له نشرته صحيفة "عربي 21"، إلى تزايد منسوب التصريحات الصادرة عن مسؤوليين رسميين مؤخرا دون أن تحمل معها أي جديد أو دون أن يكون لها وقع فعلي على الأرض، ورأى أن "هذه ظاهرة ليست صحيّة على الإطلاق".

وأوضح باكير أن "تصريحات كورتولموش توحي بأنّ هناك خطّة جديدة ما لإعادة تفعيل السياسية الخارجية التركية، لكن في حقيقة الأمر لا شيء جديد في هذه التصريحات حتى الآن، وكل ما قيل عن تفاصيلها لاحقا إنما يتّصل بحكومة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، إذ من المعروف أنه كان يحاول إيجاد بعض التوازنات إزاء المواقف الأخرى الأكثر تشدداً لاسيما في العلاقة مع أوروبا ومصر وإسرائيل".

وأضاف: "باستثناء بعض الخطوات التي من المتوقع اتخاذها لاحقا على صعيد إحداث بعض التغييرات والتنقلات داخل وزارة الخارجية، فإن كورتولموش لم يأت بجديد عندما أشار إلى بعض الملفات الإقليمية.

وبيّن باكير أن الجهود لإعادة العلاقة مع إسرائيل لم تنطلق الآن وإنما في عهد الحكومة السابقة، ومن المعروف أن تقدما قد تحقق في هذا المجال لكن المفاوضات كانت قد توقّفت مع المشاكل التي طرات بين الحكومة والرئاسة التركية الشهر الماضي".

أما في الملف الروسي، اعتبر الباحث أن الموقف التركي المطالب بضرورة إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه هو موقف نابع منذ اللحظة الأولى للتصادم الذي حصل، إذ لطالما طلب الجانب التركي أيضا إجراء مقابلة مباشرة بين أردوغان وبوتين لحل الموضوع وسط رفض الجانب الروسي لهذا الأمر.

ولفت باكير إلى أن موقف الحكومة التركية الثابت فيما يتعلق بالملف العراقي هو محاولة دعم تحسين العلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم شمال العراق، وليس في هذا أيضا أي جديد أيضاً، علماً أن الجانب التركي كان يعتبر  إلى وقت قريب بأنّ محاولة التقرّب من الحكومة العراقية قد تحررها من الارتهان الايراني، لكن محاولات عتق الحكومة العراقية من التبعية لإيران لم تنجح".

وفيما يخص الملف السوري، أشار علي باكير إلى عدم وجود أي تحوّل إيجابي في طريقة إدارة أو وضع تصوّر استراتيجي لطريقة التعاطي مع هذا الملف. وعلى الرغم من أنه من المنتظر أن تحصل بعض التنقلات المرتبطة بالوضع الداخلي لوزارة الخارجية إلا أنه ليس هناك شيء منتظر.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة "نعمان كورتولموش" قال مؤخرًا إنه "بات من الضروري جدا إجراء تغييرات في بعض التطبيقات التي كنا نقوم بها في السابق، إن العالم بأسره دخل في مرحلة صراع كبيرة، نحن وإن أردنا لا نملك القوة الكافية لحل المشاكل جميعها، ما علينا القيام به هو تخفيف الصراع في مناطق النزاع المحيطة بتركيا، على تركيا أن تخفف على الأقل الجانب الخاص بها، والمتعلق فيها من النزاعات التي تشكل فيها طرفا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!