ترك برس

يُكشف النقاب يومًا بعد يوم عن الجرائم التي ارتكبتها جماعة غولن من خلال تغلغلها داخل مؤسسات الدولة التركية، ومن الجرائم التي كُشف عنها الستار مؤخرًا تسريب جماعة غولن إجابات اختبار تعيين موظفي الدولة عام 2010، لكي يتسنى لأعضائها الحصول على أعلى العلامات، وبالتالي إقصاء غير منتمين إليها الذين يشعرون اليوم بأن حقهم سُلِبَ في الحصول على وظيفة حكومية، مطالبين الحكومة التركية بإعادة تقييم وضعهم، لا سيما وأن عددًا كبيرًا منهم ما زال يبحث عن العمل حتى الآن.

أوردت صحف تركية عام 2010 أن أسئلة اختبار التعيين تم تسريبها، وحاولت بعض هذه الصحف حينذاك إثبات ذلك إلا أنها لم تتمكن بشكل فعلي، ولكن مع الضغوطات الصحفية اضطر القضاء إلى فتح تحقيق في الأمر، ولم ترفع قضية قانونية بخصوص الأمر سوى في كانون الأول/ ديسمبر 2015.

وبحسب التقارير السابقة للصحف، فإن تأخير رفع القضية كان بسبب الرفض المتكرر لجهاز القضاء. تم إلغاء نتائج الاختبار عام 2015، واليوم هناك 4 قضايا متعلقة بالاختبار ما تزال سارية.

تتبع موقع الجزيرة ترك الأمر ونشر نتائج ذلك في تقريره "سُرقت الحياة من الآلاف قبل 60 عامًا"، الذي يشير فيه إلى أن 86 ألف موظف ممّن حصلوا على وظائف حكومية عام 2010 ستتم إقالتهم، وإلى جانب ذلك، فإن الآلاف لم يتم تعيينهم نتيجة سعي الجماعة لفرز أماكن لأفرادها.

يوضح التقرير أن آلاف العائلات التركية الآن تعيش حالة قلق جراء هذه الأنباء السيئة، مبينًا أنها تنوي إرسال عرائض جماعية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لطلب الرأفة بحالهم، ويطالبون بإجراء تحقيق شامل يُقصي من يثبت انتمائه لجماعة غولن، وإعادة حساب علامات الأشخاص الآخرين واستيعابهم داخل كوادر الدولة.

وبحسب الموقع، كانت "سبال يانباكار" البالغة من العمر 30 عامًا إحدى المتعرضين لذلك الظلم.

تقول يانباكار إنها تخرجت من قسم تعليم التكنولوجيا والعلوم في جامعة سلجوق في قونيا عام 2007، وأثناء دراستها للسنة الأخيرة في الجامعة، اضطرت لإعطاء دروس خاصة لتتمكن من دفع رسوم الجامعة والذهاب إلى دروس التقوية الخاصة باختبار تعيين الموظفين.

وتتابع يانباكار بأنها دخلت اختبار عام 2009 ولكنها لم تحصل على درجات كافية فدخلت اختبار عام 2010 الذي كان جيدًا، مضيفة أنها كانت تنتظر الحصول على 87 من 100 ولكنها حصلت على 83.

سبال يانباكار؛ من مدينة توكات التركية "المصدر: الجزيرة ترك"

تقول يانباكار إنها سمعت بعد فترة من الزمن بأن المحكمة أوقفت التعيين نتيجة ورود أنباء تُشير إلى وجود غش في الاختبار، مشيرةً إلى أن هذا النبأ تسبب في ميلادها لابنها البكر مبكرًا جراء الحزن والصدمة التي أصابتها بعد عناء طويل قضته في الإعداد للاختبار.

تشكو يانباكار حالها إلى المسؤولين في الدولة، مطالبةً بردهم الاعتبار والفرصة لها ولجميع من هُضم حقه بسبب الأفعال غير الأخلاقية لجماعة غولن.

وفي سياق متصل، التقى الموقع "تونجاي غولار" الذي تخرج مع قسم الهندسة الكيميائية بجامعة أتاتورك عام 2002.

يقص غولار قصته بدءًا من اتخاذه قرار دخول اختبار الوظيفة الحكومية بعد معاناته من عدم نيل حقوقه كاملة في القطاع الخاص وحالة البطالة التي ظل غارقًا فيها لفترات متباعدة.

ويفيد غولار بأنه راجع إجابته بعد الاختبار ووجد بأنه أنجز 96 إجابة صحيحة، ولكن بعد نشر العلامات على الموقع الرسمي لهيئة التعليم العليا اكتشف أنه حصل على 86 فقط، الأمر الذي تلقّاه باستغراب شديد.

تونجاي غولار "المصدر: خبر ترك"

ويلفت غولار الانتباه إلى أنه كان ينوي التقديم في مديرية الطرق العامة أو المياه عشية حصوله على درجات تؤهله لذلك، ولكنه انتظر طويلًا دون أن يتم استدعاؤه من الدوائر التي قدم لها للمقابلة، مما أصابه بالإحباط.

ويلمح غولار إلى أنه اضطر للعمل في متجر لبيع المكسرات، ومن ثم عمل مروجًا في شركة للأثاث ولكنها أُغلقت، والآن هو عاطل من العمل ويمر بحالة إحباط.

ويضم غولار صوته إلى صوت يانباكار مطالبًا الحكومة بالنظر إلى حالته بعين الرحمة وبإعادة حقه الذي سُلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!