كاياهان أويغور– صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ نشأتها، لم تبرز جماعة غولن هويتها بشكل تام، فهي ليست لديها جمعية ذات تعريف واضح، ولا مؤسسة يتم فيها حملات انتخابية أو اختيار أعضاء الهيئة العامة.

فنحن لا نعرف عنها، سوى اتباعها مبدأ سياسة الدفاع عن موقعها كجماعة "إسلامية" بشكل يتناسب مع موازين القوى العالمية، فسياستها هذه شبيهة بلوح الصابون الزلِق واسع الرغوة. حيث تختبئ وسائل إعلام الجماعة خلف أقنعة مختلفة وتتلوّن بعدة ألوان، وتتّبع في سبيل ذلك ثلاثة أنماط من الدعاية الإعلامية في وسائلها هي الأبيض والرمادي والأسود.

البروباغندا البيضاء، وهي البروباغندا الصريحة التي تمارسها وسائل إعلام جماعة "غولن"، حيث تسعى لتشويه كل حركة تقوم بها الحكومة التركية.

وبعد فوز العدالة والتنمية في كلا الحملتين الانتخابيتين في العام الماضي، غيّرت وسائل إعلام الجماعة نهجها وأصبحت تتبع طريقين، بعد يأسها من استقطاب الرأي العام المحافظ التركي. فأصبحت تلفق التهم ضد الحكومة بغية التقرب من الأوساط الغربية المعادية للإسلام، ومن ناحية أخرى التعاون مع المعارضة التركية.

البروباغندا الرمادية، ويقوم بها أعضاء الجماعة الذين يبدون وكأنهم على الحياد، وتعتمد هذه الدعاية على التحريف والتنويم المغناطيسي، حيث تراهم يصرّون على نفي وجود علاقة بين اتهامات الفساد ومحاولة الإطاحة بالحكومة. ومن الممكن لأعضائهم المندسين في وسائل الإعلام الأخرى أو في أحزاب المعارضة، أن يدلوا بتصريحات متباينة، فمن جهة ينفون وجود شيء اسمه التنظيم الموازي، مقابل تصريحات أخرى مفادها إن الصراع بين الحكومة والكيان الموازي صراع عقيم، لذلك عليكم البقاء على الحياد.

وهذا النوع من البروباغندا يهدف لتشويش الأفكار بدرجة أكبر من تكوين الرأي.

البروباغندا السوداء، وهي الدعاية التي يقوم بها عناصر الجماعة الذين يمثلون دور المؤيد للحكومة. وكمثال على ذلك، قيام أحد العناصر، في مدينة هاكاري شرق تركيا، بإلقاء قنبلة من على متن سيارة الشرطة، لتحريض الشعب على الثورة. فمقاطعة مؤسسات الدولة وتحميلها مسؤولية المعتقلين في أحداث مؤامرات "باليوز" و"إرغنكون" و"KCK"، وادعاء عدم شرعية اعتقالهم، ومحاولة عسكرة الشعب تعتبر كلها بروباغندا سوداء، والهدف منها تشويش الجمهور وإثارة غضبهم ودفعهم لارتكاب الأخطاء.

وهناك ثلاث تشويهات هامة قام بها التنظيم بمهارة في إطار دعايته. أولها، تشويه مشروع السلام العالمي "توافق الحضارات"، عندما قام "غولن" بربطه بمشروعه الضال "حوار الأديان"، فمن الطبيعي حدوث نقاشات متنوعة بين البشر، لكن من حيث المفهوم يبدو مشروع "حوار الأديان" مستحيلاً لأنه يهدف للابتعاد عن مبادئ الإسلام.

إضافةً إلى ادعائه بأن تركيا تأخذ دور الجسر بين الشرق والغرب من الناحية الاقتصادية وخصوصاً في مجال الطاقة، وهذا تشويه لأن تركيا دولة مركزية وقيادية وليست مجرد جسر.

التشويه الثالث والأكثر أهمية هو العلاقة بين مفاهيم الجماعة والكيان الموازي، فحسب المزاعم، يوجد جماعة مسكينة، ويوجد كيان موازي على شكل أشخاص متغلغلين في الدولة، فلو تم تفكيك هذا الكيان المرفوض، ولو حددت الجماعة نشاطها بأعمال الخير، هل سيتصلح كل شيء؟

طبعاً هناك فارق كبير بين الأشخاص في قمة التنظيم وبين الأشخاص البسطاء المنخدعين، النظر من هذا المنظور خاطئ، لأنه يوجد هناك تنظيم واحد فقط وليس تنظيمين.

وإذ لا يمكن الحديث عن هذه الجماعة بما أنه لا يملكون فكر خاص بهم. هذا التنظيم لا يستوي بتقسيمه، كان يجب أن يصفوا أنفسهم.

تواجه تركيا إذاً تنظيماً إرهابياً تخريبياً تديره القوى الخارجية، ويقطن زعيمها في "بنسلفانيا".

علينا التصدي لهذه البروباغندات بألوانها الثلاثة بكل فرصة ونحاول فضحها.

عن الكاتب

كاياهان أويغور

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس