حُميرا شاهين – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

كنا نقول أنّ السنوات الأربع القادمة لن تشهد انتخابات، لكن خرج أمامنا من صناديق الاقتراع احتمال حدوث انتخابات، فأقوى الاحتمالات القائمة للسيناريوهات المقبلة تتمثل بحصول انتخابات مبكرة.

لا شك أنّ الانتخابات هي أهم عنصر في الديمقراطية، فالشعب من خلال الانتخابات يعبّر عن نفسه، وصناديق الاقتراع، والانتخابات، والديمقراطية، هي العناصر الأساسية لتحديد مستقبل المجتمع السياسي.

والسياسة مفهوم واسع، والجميع يستطيع التأثير عليها والتدخل بها، فكل دولة ديمقراطية، تعمل كل القوى بمختلف مسمياتها على لعب دور هام في تحقيق مستقبلها السياسي، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني التي لها دور أيضا نؤكد عليه، لكن ديمقراطية تركيا تختلف نوعا ما، وذلك لوجود البيروقراطية المقيتة، وذلك لأنّ مستوى الاستقطاب الذي يتواجد في المجتمع لا يولّد نتيجة صحيحة لإرادة الشعب، ولا يعبّر عن مستواه الثقافي والحضاري، فنجد من الأكاديميين والمتعلمين الذين يدركون الواقع ويدركون الحقائق، لكن تعصبهم يقودهم إلى غير الحقيقة التي يريدون، أو أنهم لا يقدمون معرفتهم وعلمهم لعامة الناس.

والبعض من العلماء وأصحاب الرأي والمثقفين، التزموا الصمت حيال النقاشات والآراء السياسية، وذلك بكل أسف أفقدنا تأثيرهم ورؤيتهم وآرائهم، لأنهم كانوا هم الذين يستطيعون توصيل الحقائق كما هي للمجتمع وللناس، لكن ذلك لم يحدث على مدار الأشهر الماضية، ونحن هنا يجب أنْ نؤكد دوما على أهمية الدراسات السياسية العلمية، وعلى دور العلماء وأهل العلم في رسم سياسة البلد.

ومن المعروف انه لا يوجد شيء في العالم مستقل أو حيادي بالمعنى الصحيح والسليم، ولا يوجد فواصل حادة وواضحة بين المجالات، والسياسة كذلك، السياسة غير مفصولة عن باقي مجالات الحياة، الأكاديمية والتعليمية والمهنية وغيرها، وأيضا ما يجب علينا تذكره أنّ الانتخابات لا تنتهي، لهذا لا يمكن حصر الانتخابات داخل إطار السياسة والسياسيين، لأنّ الذين يقولون كلمتهم في الانتخابات أصلا هم عامة الشعب، ومنهم الأكاديميون والطلبة والمتعلمون والمثقفون والمهنيون وغيرهم.

يجب على العلماء وأصحاب الرأي الخروج من مواقعهم، ويجب عليهم أنْ يقدموا علمهم ورأيهم إلى المجتمع، ويجب أنْ نضع الدراسات العلمية الأكاديمية مرة أخرى على الطاولة، فالسياسة بحاجة إلى المعلومات الناتجة عن دراسات علمية، وعلينا إعطاء العلماء الفرصة لهم من أجل تقديم مساهماتهم وآرائهم حول السياسة والقضايا السياسية، ويجب عليهم أنْ لا يفضلوا العزلة وعدم التدخل، لأنّ الانتخابات لا تنتهي، وعزلتهم عن المجتمع ستقود إلى فقدان ستفقد تركيا طريقها الصحيح نحو مستقبلها السياسي.

عن الكاتب

حُمَيرا شاهين

كاتبة في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس