محمود حاكم محمد - خاص ترك برس

لم يستطع حزب العدالة والتنمية أن يحصل في انتخابات السابع من حزيران/ يونيو الماضي على عدد النواب اللازم (276 نائب على الأقل) لتشكيل حكومة منفردة، بعد 12 عامًا من إدارة البلاد استطاع خلالها تحسين نموها الإقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد وتصفير الدين التركي لصندوق النقد الدولي، إلى جانب الإصلاحات التي قام بها بشأن حقوق الإنسان وكان أبرزها إعادة حق التعليم والعمل في القطاع الحكومي للمحجبات واسترجاع الأكراد لحقوقهم المدنية، بالإضافة للإصلاحات التي قام بها في شتى المجالات الأخرى كالصحة والبنية التحتية.

وعلى الرغم من أن أصوات الحزب انخفضت بنسبة 9% تقريبًا في الإنتخابات الإخيرة، ولكن بدا و كأن الحزب قد استوعب المفاجأة سريعًا، و لم يفكر حزب العدالة والتنمية بأنه تعرض لنكران الجميل بل سعى جاهدًا لتشكيل حكومة ائتلافية مع أحد الأحزاب المعارضة منذ تكليف رئيس الحزب السيد أحمد داود أوغلو من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقيام بهذه المهمه.

حزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني)الذي استطاع اجتياز السد الإنتخابي لأول مرة بحصوله على 13% من مجموع أصوات الناخبين، أعلن منذ اللحظة الأولى أنه لن يجلس مع حزب العدالة والتنمية على طاولة المباحثات بشأن الحكومة الائتلافية.

لم يختلف موقف حزب الحركة القومية كثيرًا عن الشعوب الديمقراطي. فقد أغلق هو الآخر أبوابه في وجه العدالة والتنمية حيث فضل رئيس الحركة القومية دولت بهتشلي أن يؤدي دور المعارضة عوضًا عن القيام بأي عمل قد يزيد أو يقلل من نسبته في الانتخابات المبكرة الشبه حتمية في الوقت الراهن، داعيًا حزب العدالة والتنمية، ولأكثر من مرة، بأن يشكل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري، وهو الأمر الذي قد يستغربه أي شخص منضوٍ لحزب الحركة القومية، حيث أضاع رئيس الحزب فرصة المشاركة في الحكومة والعمل على إحداث تغيير.

أمس في 13 أغسطس / آب 2015  التقى أحمد داود أوغلو مع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو  للمرة الثانية بعد اللقاء المطول الذي جرى بينهما يوم الإثنين الماضي 10 أغسطس / آب 2015، حيث تم على الأغلب إعلان نتيجة الاجتماعات التي أجراها حزب العدالة والتنمية مع الشعب الجمهوري في تشكيل حكومة ائتلافية.

كما كان متوقّعًا أعلن الحزبان عدم توصلهما إلى اتفاق بسبب عجزهما عن الوصول إلى نقاط مشتركة تمكنهما من تشكيل حكومة ائتلافية ومن المحتمل أيضًا أن يحمل الشعب الجمهوري فشل تشكيل الحكومة على عاتق العدالة والتنمية.

إصرار حزب العدالة والتنمية على تشكيل حكومة مع الأحزاب البرلمانية الأخرى لا يعني أنه مجبر على ذلك. فنسبة أصوات الحزب قد ارتفعت حسب استطلاعات الرأي المختلفة التي أجريت مؤخرًا بنسب تتراوح بين 2% إلى 4% في المئة. والسبب في إصراره قد يكون لإبراز مفهوم قناعة الحزب بوجوب تحمل مسؤولياته السياسية ومنع البلاد من السير نحو الفوضى والحفاظ على الاستقرار السياسي فيها، و بالتالي إقناع الناخب التركي بأن الحزب قد استنفد كافة الجهود اللازمة لتشكيل حكومة ولكن الأحزاب الأخرى لم تكن على قدر المسؤولية الملقاه على عاتقها.

عن الكاتب

محمود حاكم محمد

باحث في الشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس