محمود حاكم محمد - خاص ترك برس

بعد فشل محادثات تشكيل الحكومة – وهو الأمر الذي كان متوقعًا - التي استمرت قرابة شهر بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري. قام رئيس حب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو بطلب مقابلة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، للبحث عن سبل توافق لتشكيل حكومة ائتلافية.

ومن جهته (بعد ساعات من طلب اللقاء) أعلن بهتشلي، عقب انتهاء الاجتماع الذي أجراه مع أعضاء حزبه،  موافقته على طلب داود أوغلو مشيرًا أن الحزب ما زال مصرًا على شروط الائتلاف السابقة التي يستحيل على العدالة والتنمية أن يوافق عليها.

أغلب التحليلات السياسية تتوقع أن ترتكز المحادثات التي ستجري بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية يوم الإثنين 17 أغسطس/ آب الجاري، على الاتفاق لتشكيل حكومة أقلية من قبل العدالة والتنمية تقوم بإدارة البلاد حتى اجراء انتخابات مبكرة (المحتمل اجراؤها في 22 أكتوبر/ تشرين أول أو في 22 نوفمبر/ تشرين ثاني 2015). حيث أن الحركة القومية كان قد أعلنت ولعدّة مرات رفضها (سواء بالرفض المعلن أو عبر شروط لن يقبل بها العدالة والتنمية) لفكرة الانضمام في حكومة ائتلافية.

 والبارحة 15 أغسطس/ آب الجاري أعلن حزب الحركة القومية أنه يعارض فكرة دعم حكومة أقلية وأنه سوف يصوت بالرفض على حكومة برلمانية مؤقتة في البرلمان التركي.

يبدو أن حزب الحركة القومية لم يستيقظ بعد من صدمة ارتفاع نسبة أصواته في الانتخابات الأخيرة وخوفه من فقدان تلك النسبة أدخله في حيرة حيث أن الحزب لم يستطع حتى الآن تحديد السياسية التي يجب أن يتبعها في ظل الظروف الراهنة.

فهو في بداية الأمر أعلن رفضه مشاركة حزب العدالة والتنمية في حكومة ائتلافية. بعد ذلك رفض عرض رئيس حزب الشعب الجمهوري بتسليمه منصب رئيس الوزراء مقابل موافقته على تشكيل حكومة ائتلافية تضم الحزبين وحزب الشعوب الديمقراطية (الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني). وأخيرًا أعلن رفضه لتشكيل حكومة أقلية إلى جانب الحكومة البرلمانية.

المفاوضات التي ستجري بين العدالة والتنمية والحركة القومية يوم الإثنين القادم لتشكيل حكومة ائتلافية أغلب الطن أنها ستبوء بالفشل وبالتالي سيتم السير بشكل مؤكد  والتوجه نحو الإنتخابات المبكرة إما عن طريق البرلمان وإما من خلال قرار رئيس الجمهورية عقب انتهاء المدة المعطى لحزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة.

لا شك أن تصميم الحركة القومية على الهروب من تحمل مسؤولياته السياسية سيؤثر سلبًا في شأن تأييده من قبل مناصريه وبالتالي على نسبة أصوات الحزب. وإنني أتساءل ألا يدرك بهتشلي وحزبه أن موقفه هذا قد لا يؤدي فقط إلى هبوط نسبة أصواته في الانتخابات المبكرة بل إلى صعوبة اجتيازه السد الانتخابي (نسبة الـ10% اللازمة لدخول البرلمان) مما يبقي حزبه خارج البرلمان التركي.

عن الكاتب

محمود حاكم محمد

باحث في الشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس